الحجرة النبوية | المسجد من الداخل

وصف الحجرة

ذكر السمهودي أبعاد الحجرة فقال «بلغت طولاً من الشرق للغرب جهة القبلة عشرة أذرع وثلثي ذراع (4,8 م)، وجهة الشام عشرة أذرع وربع ذراع وسدس ذراع (4,69 م)، وعرضًا من الشمال للجنوب جهة الشرق والغرب سبعة أذرع ونصف وثمن ذراع بذراع اليد (3,43 م)، وعرض منقبة الجدار الداخل من الجوانب كلها ذراع ونصف وقيراطان (0,68 م) إلا الشرقي المجدد فإنه ذراع وربع وثمن ذراع (0,62 م)».

ويبلغ طول ضلع السور النحاسي الخارجي للمقصورة 16 مترًا لضلعيه الشمالي والجنوبي، و15 مترًا لضلعيه الشرقي والغربي، وتتراوح أطوال الأضلاع من الداخل ما بين 4-5-6 أمتار، ويبلغ ارتفاع الحجرة 8 أمتار تقريبًا، وارتفاع الدائر المخمس من أرض المسجد 7 أمتار تقريبًا.

وتتصل بعض أجزاء الحجرة من الشمال بدار فاطمة بنت النبي محمد، وكان في بيتها كوّة وكان إذا قام النبي محمد للمخرَج اطّلع من الكوّة إلى ابنته فاطمة فعلم خبرها. 

ومن الجنوب، فيوجد طريق يفصل بين بيت حفصة بنت عمر بن الخطاب وبين الحجرة، وتقع دار حفصة في موقف الزائر للنبي الآن داخل مقصورة الحجرة وخارجها. 

ومن الشرق، فيتصل بمصلى الجنائز

ومن الغرب، فيقع المسجد النبوي يفصل بينهما باب كان يخرج منه النبي للصلاة.

أما عن وصف بنائه، فقد بني النبي محمد بيته مثل بنائه باللّبن وجريد النخل بجانب المسجد، وروي أن له بابين أحدهما جهة الغرب شارع في المسجد، والثاني جهة الشمال.

 وليس لأبوابه حلق، بل يقرع باليد، والباب من عرعر أو ساج بمصراع واحد، ولم يكن على الباب غلق مدة حياة عائشة بنت أبي بكر.

عمارة الحجرة النبوية

وكانت الحجرة من جريد مستورة بمسوح الشعر، ثم أبدله عمر بن الخطاب في العام 17هـ حائطًا قصيرًا فكان أول من بنى عليه جدارًا. 

وبنت السيدة عائشة بينها وبين القبور جدارًا، فقسمت بذلك البيت إلى قسمين، قسم قبلي وفيه القبور الثلاثة، وقسم شمالي لسكناها، ثم زاد فيه عمر بن عبد العزيز.

وفي عهد الوليد بن عبد الملك أعاد عمر بن عبد العزيز بناء الحجرة بأحجار سوداء بعدما سقط عليهم الحائط، فبدت لهم قدم عمر بن الخطاب.

ثم بنى حول الحجرة جدارًا ذا خمسة أضلاع، بصورة شكل معها في مؤخرة الحجرة مثلث حتى لا تشبه الكعبة، وفي عام 557هـ حفر الملك العادل نور الدين الشهيد، خندقًا حول الحجرة، وصب فيه الرصاص للحيلولة بين الجسد الشريف ومن يريد الوصول إليه، وفي عام 668هـ أقام الظاهر بيبرس مقصورة خشبية ذات حواجز ولها ثلاثة أبواب. 

في عام 694هـ زاد الملك العادل زين الدين كتبغا على حاجز المقصورة حتى أوصله إلى سقف المسجد، وفي عام 678هـ أقام السلطان محمد بن قلاوون الصالحي قبة فوق الحجرة وكانت مربعة في أسفلها مثمنة في أعلاها وصُفّحت بألواح من الرصاص، ثم جُدد جدار الحجرة في عهد قايتباي سنة 881 هـ

في عام 886هـ تأثرت القبة من جراء الحريق الثاني الذي وقع في المسجد، وفي عام 887هـ في عهد السلطان قايتباي، جُدد بناء القبة، ووضعت لها دعائم قوية في أرض المسجد، وبنيت بالآجرّ، كما جُعلت للمقصورة الشريفة نوافذ من النحاس من جهة القبلة في أعلاها شبك من النحاس أيضًا، أما في الجهات الشمالية والشرقية والغربية؛ فقد جُعلت للمقصورة نوافذ من الحديد في أعلاها أشرطة من النحاس.

في عام 892هـ أعاد السلطان قايتباي بناء القبة بالجبس الأبيض بعد أن تشقق أعلاها، وفي عام 1233هـ في عهد السلطان محمود بن عبد الحميد أعيد بناء القبة لآخر مرة؛ حيث تشققت في عهده، فأمر بهدم أعلاها وإعادة بنائه من جديد؛ حيث لا تزال قائمة إلى اليوم.

في عام 1253هـ أمر السلطان العثماني عبد الحميد بصبغ القبة باللون الأخضر؛ فأصبحت تُعرف بعد ذلك بالقبة الخضراء، وكانت تسمى فيما سبق القبة الزرقاء أو القبة البيضاء أو القبة الفيحاء.

 وتجري المملكة العربية السعودية تفقدا دوريا للحجرة والقبة، ويتم تجديد طلاء القبة كلما تغير بسبب العوامل الجوية.

أبوابها

للحجرة الشريفة ستة أبواب: 

  • الباب الجنوبي ويُسمى باب التوبة، وعليه صفيحة فضية كُتب عليها تاريخ صنعه في عام 1026هـ.
  • الباب الشمالي ويُسمى باب التهجد.
  • الباب الشرقي ويُسمى باب فاطمة.
  • الباب الغربي ويسمى باب النبي، ويُعرف بـ"باب الوفود". 
  • وللحجرة أيضا باب على يمين المثلث داخل المقصورة، وآخر على يساره.

وصف القبور فيها

دفن النبي محمد بعد وفاته في حجرة بيته وقد جُعل رأسه إلى المغرب، ورجلاه إلى المشرق، ووجه على القبلة، وكان بينه وبين جدار البيت القبلي قدر شبر، وقيل بمقدار سوط، وبينه وبين الجدار الغربي قدر ذراعين. ويليه خلفه قبر أبي بكر الصديق ورأسه خلف منكب النبي محمد، وكان دفنه بوصيته وموافقة عائشة

ويليه من خلفه قبر عمر بن الخطاب، ورأسه خلف منكب أبي بكر الصديق، وكان دفنه بعد أن أرسل للسيدة عائشة يستأذنها أن يُدفن بجانب صاحبيه، فأرسلت إليه قائلة: «كنت أريده (المكان) لنفسي، ولأوثرنّه اليوم على نفسي».

محل قبر رابع

وقد وردت روايات متعددة عن أهل السنة من أن عيسى بن مريم بعد نزوله سيُدفن في هذا القبر الرابع، فقد روى الترمذي عن عبد الله بن سلام قوله: «مكتوب في التوراة صفة محمد وصفة عيسى ابن مريم يُدفن معه» قال أبو داود أحد رواته: وقد بقي في البيت موضع قبر، ونقل ذلك جماعة من أهل السنة كالقرطبي إذ قال في وصف وفاة عيسى بن مريم بعد نزوله: «وتكون وفاته بالمدينة النبوية فيصلي عليه هنالك ويدفن بالحجرة النبوية أيضًا».

 وكذا ابن عساكر قائلاً عن وفاة عيسى بن مريم: «يُتوفى بطيبة فيصلي عليه هنالك ويدفن بالحجرة النبوية».

كسوتها

أول من كسا الدائر المخمس الخيزران أم هارون الرشيد، ثم ابن أبي الهيجاء وزير مصر، ثم أرسل المستضيء كسوة من الديباج البنفسجي بعد سنتين، ثم كساه الديباج الأسود الخليفة الناصر، ثم صارت تُرسل الكسوة من مصر كل 6 سنوات من الديباج الأسود المزركش بالحرير الأبيض والمطرز بالذهب والفضة، ثم كساها آل عثمان، وأول من جعل الستائر على الأبواب عبيد الله الحارثي سنة 138هـ.

قصيدة الحجرة النبوية

كُتب حول الحجرة النبوية قصيدة في مدح النبي محمد، مسطرة بماء الذهب، طُمس بعض أبياتها لوجود ألفاظ تدل على شرك بالله في أبياتها، بينما يقول علماء آخرون بأنه لا شرك فيها، لأنها من باب التوسل المشروع، نظمها السلطان عبد الحميد خان بن السلطان أحمد خان عام 1191 هـ، وقد استخرجت من كتاب تركي قديم هو "مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب " لأيوب صبري باشا، وهي:

مالي سواك ولا ألوي على أحد
وأنت سرّ الندى يا خير معتمد
وأنت هادي الورى لله ذي السدد
للواحد الفرد لم يولد ولم يلد
من أصبعيه فروى الجيش بالمدد
أقول يا سيّد السّادات يا سندي
وأمنن علي بما لا كان في خلدي
واستر بفضلك تقصيري إلى الأمد
فإنني عنك يا مولاي لم أحد
رقَّى السموات سر الواحد الأحد
فمثله في جميع الخلق لم أجد
ذخر الأنام وهاديهم إلى الرشد
هذا الذي هو في ظني ومعتقدي
وحبه عند رب العرش مستندي
مع السلّام بلا حصر ولا عدد
وتابعيهم بإحسان إلى الأبد

الحجرات في العهد السعودي

في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود جرى بعض الترميمات والإصلاحات في الأسطوانات التي تتواجد داخل الحجرة الشريفة، وتلاها تجديد كسوة أسطوانات الروضة الشريفة بالرخام المزخرف.




مواد متعلقة

القائمة البريدية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك كل جديد لدينا