اللجنة العلمية لمراجعة المصحف الشريف | مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف

تُعنى بمراجعة المصاحف حال خَطِّ خطَّاط المجمَّع لها، وخلال الضَّبط وبعده على أُمّات كتب القراءات، والرَّسم، والضَّبط، والفواصل، والوقف والابتداء، والتَّفسير.

وتظلُّ المراجعة مستمرَّة من قبل اللَّجنة العلميَّة في جميع مراحل الإعداد والتَّحضير حتى تأذن بالبدء بطباعة المصحف، كما تبدي الرَّأي في المصاحف المخطوطة والمطبوعة التي تُرسل إلى المجمَّع من داخل المملكة وخارجها.

وللمجمَّع أربعة عشر مصحفاً أصولاً:

– منها ما هو بخطِّ خطَّاط المجمَّع د. عثمان طه.

– ومنها ما هو معالجٌ.

وقد أُعدَّت كلُّها في المجمَّع، وروجعت من قبل اللَّجنة العلميَّة لمراجعة المصحف الشَّريف بالمجمَّع:

– ثلاثةٌ منها وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي، واحد منها تنتهي صفحاته بنهاية الآية، والثَّاني لا تنتهي صفحاته بنهاية الآية، والثَّالث معالج بالمجمَّع.

– واثنان وفق رواية ورش عن نافع المدني، أحدهما مخطوطٌ لا تنتهي صفحاته بنهاية الآية، والآخر معالجٌ بالمجمَّع وتنتهي صفحاته بنهاية الآية.

– ومصحفان وفق رواية قالون عن نافع المدني، أحدهما تنتهي صفحاته بنهاية الآية، والآخر لا تنتهي صفحاته بنهاية الآية.

– وثلاثة مصاحف وفق رواية الدُّوري عن أبي عمرو البصري، أحدها لا تنتهي صفحاته بنهاية الآية، والآخر تنتهي صفحاته بنهاية الآية، والثالث معالجٌ بالمجمَّع تنتهي صفحاته بنهاية الآية.

– ومصحف وفق رواية شعبة عن عاصم الكوفي، تنتهي صفحاته بنهاية الآية.

– كما تم إصدار مصحف وفق رواية السوسي عن أبي عمرو البصري، تنتهي صفحاته بنهاية الآية.

– كما تمَّ أيضاً إصدار المصحف الحاسوبي وفق رواية البزي عن ابن كثير المكي، وكذا المصحف الحاسوبي وفق رواية قنبل عن ابن كثير المكي، وكلٌّ منهما معالج بالمجمَّع، وتنتهي صفحاتهما بنهاية الآية.

أسلوب العمل في كتابة مصحف المدينة النَّبويَّة:

تُكتب مصاحف المدينة النَّبويَّة بيد خطَّاط متمرِّس، مشهود له بالتَّفوق في كتابة المصاحف، هو الخطَّاط الدُّكتور عثمان طه

وتشرف على كتابة المصاحف وطبعها لجنة علميَّة مختارة بعناية من المختصِّين في علوم التَّجويد، والقراءات، والرَّسم، والضَّبط، وعدِّ الآي، والوقوف، والتَّفسير، والفقه، واللُّغة، والنَّحو والصَّرف، وهي برئاسة فضيلة الشَّيخ الدُّكتور علي بن عبد الرَّحمن الحذيفي إمام وخطيب المسجد النَّبوي الشَّريف، وعضويَّة أصحاب الفضيلة: الشيخ عبد الرَّافع رضوان علي، والشَّيخ محمَّد الإغاثة ولد الشيخ، والشَّيخ محمد عبد الرحمن أطول عمر.

وتسير اللَّجنة في عملها وفق خطَّة دقيقة، وتراجع العمل خطوةً خطوةً، فكلُّ عضو فيها يطالع نسخة من أصل المصحف المخطوط على انفراد، ويقرؤها ويدقِّق فيها آيةً آيةً، وكلمةً كلمةً، وحرفاً حرفاً، وحركةً حركةً، إضافةً إلى المصطلحات والرُّموز، مستعيناً في ذلك بآلة تكبير حسب الحاجة، ويدوِّن ما يقف عليه من ملحوظات في بيان معدّ لذلك، ويوقِّع عليه باسمه، ثمَّ تجتمع اللَّجنة لمناقشة ما دُوِّن في البيانات، وتُصاغ الملحوظات في بيان واحد بعد حذف المكرَّر، ثمَّ يجتمع أعضاء اللَّجنة لمناقشة هذا البيان بكلِّ جزئياته، فما أُجمع عليه يُوقَّع من الجميع، ويعتمد عليه في تصحيح الأصل، الذي يُعاد مرَّة أخرى للَّجنة، وتتبع الأسلوب نفسه حتى تطمئنَّ اللَّجنة على سلامة ما كُتب. ثمَّ تأذن اللَّجنةُ بالبدء بالتَّحضير للطِّباعة، وتقوم بمراجعة العمل في هذه المرحلة بدقَّة متناهية، حتَّى تطمئن على سلامة التَّحضير للطباعة النِّهائية للمصحف الشَّريف.

وتتلخَّص الضَّوابط التي تسير عليها اللَّجنة في مراجعتها للمصحف الشَّريف فيما يلي:

  1. اشتراط الإجماع في كلِّ خطوة، والمصادر الأساسيَّة من كتب المتقدِّمين وكتب المتأخِّرين هي المرجع في حسم أي خلاف.
  2. التَّمسك بالحجَّة إن ظهرت، وإسقاط ما عداها، والحجَّة مبنيَّة على الرِّواية وكلام الأئمَّة، ولا دخل للرَّأي والاستحسان فيها.
  3. اتباع قواعد الرَّسم العثماني الذي حظي بإجماع الصَّحابة رضي الله عنهم والتَّابعين.
  4. تجريد المصحف ممَّا عدا القرآن الكريم لقوله صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح مسلم: «لا تكتبوا عنِّي، ومن كتب عني غير القرآن فَلْيَمْحُه»، وذلك خشية اختلاط نص القرآن بغيره والتباس ذلك على النَّاس، ممَّا قد يكون مدخلاً وسبباً للتَّحريف والزِّيادة، متأسِّية في ذلك بما سار عليه الصَّحابة رضب الله عنهم في تجريد المصاحف العثمانيَّة ممَّا سوى القرآن الكريم، ممَّا لم يَحظَ بالتَّواتر والقطع واليقين كترقيم السُّور، وعدد آياتها وبيان المكي والمدني منها، ممَّا هو داخلٌ في نطاق النَّص القرآني، إذ يمكن تفصيل الأقوال فيه وبيان الرَّاجح من المرجوح في كتب التَّفسير، وعلوم القرآن الكريم.
  5. أمَّا أسماء السُّور، ورموز الوقوف، والنقْط والشَّكل، فقد دعت الحاجة إلى إثباتها؛ لالتصاقها بالنَّص القرآني.
    أمَّا ما هو خارج نطاق النَّص القرآني في حواشي الصَّفحات؛ كاسم السُّورة، ورقم الجزء، أو في جانب الصَّفحات؛ كرموز الأجزاء، والأحزاب، والأرباع، والأعشار، والأخماس، ورموز السجدات والسكتات، فلقلّة المحذور فيها؛ لبعدها عن مجال النَّص القرآني أُثبتت بإخراج طباعي يختلف عن النَّص القرآني.

كما تعنى اللَّجنة العلميَّة لمراجعة المصحف الشَّريف بما يلي:

الإشراف على مختلف التَّسجيلات: التي يُصدرها المجمَّع للتَّأكُّد من صحَّتها وسلامتها وفقاً للقراءات التي تُسجَّل بها.

وقد صدر عن المجمَّع عشرة مصاحف مسجَّلة:

– ستَّة منها وفق رواية حفص عن عاصم، لأصحاب الفضيلة الشَّيخ الدُّكتور علي ابن عبد الرحمن الحذيفي، والشَّيخ إبراهيم بن الأخضر القيم، والشَّيخ محمَّد أيوب محمَّد يوسف V، والشَّيخ عبد الله بن علي بصفر. وسُجِّل برواية حفص عن عاصم بقصر المنفصل لكلٍّ من فضيلة الشَّيخ عماد بن زهير حافظ، وفضيلة الشيخ الدُّكتور خالد بن سليمان المهنا.

– والسَّابع برواية قالون عن نافع، لفضيلة الشَّيخ الدُّكتور علي بن عبد الرحمن الحذيفي.

– أمَّا الثَّامن فبرواية ورش عن نافع، لفضيلة الشَّيخ الدُّكتور: إبراهيم بن سعيد الدوسري.

– كما تمَّ إصدار مصحف مرتَّل بصوت فضيلة الشَّيخ الدُّكتور علي بن عبد الرحمن الحذيفي وفق رواية شعبة عن عاصم.

– وكذا صدر مصحف معلِّم وفق رواية حفص عن عاصم (السُّدس الأخير من القرآن الكريم) بصوت كلٍّ من فضيلة الشَّيخ الدُّكتور: علي بن عبد الرحمن الحذيفي، وفضيلة الشَّيخ: إبراهيم بن الأخضر القيم.

ويجري العمل على إصدار مصحف مرتَّل بصوت فضيلة الشَّيخ الدُّكتور: ماهر بن حمد المعيقلي إمام الحرم المكي وفق رواية حفص عن عاصم.

كما يجري العمل أيضاً على إصدار مصحف مرتَّل وفق رواية الدُّوري عن أبي عمرو البصري، بصوت فضيلة الشَّيخ الدُّكتور: عبد الله بن عواد الجهني إمام الحرم المكي.

وكذا مصحف بصوت فضيلة الشَّيخ الدُّكتور: عثمان بن محمَّد صديقي وفق رواية السُّوسي عن أبي عمرو البصري.

الإشراف على الدَّورات التَّجويديَّةفي إطار تحقيق أهداف المجمَّع، وإسهاماً منه في نشر القرآن الكريم وتجويده، أنهى المجمَّع إحدى وعشرين دورةً تجويديَّة لحفظة القرآن الكريم وفق رواية حفص عن عاصم حتى عام (١٤٣٩/١٤٤۰هـ)، لمنحهم إجازة قراءة على يد عدد من المشايخ المجازين العاملين في المجمَّع.

ويتمُّ تنظيمها في المسجد النَّبوي الشَّريف إحياءً لسنَّة الإقراء في هذا المسجد المبارك، وتستغرق سبعة أشهر تقريباً موزَّعة على ثلاثة أيَّام من كلِّ أسبوع، هي: مساء الثُّلاثاء والأربعاء والخميس، على ألا يقلَّ زمنُ الجلسة عن ساعة ونصف يوميّاً.

تخرَّج في هذه الدَّورات (٤٤٢) حافظاً، وتُنظَّم الدَّورات تباعاً عقب انتهاء سابقاتها.

مواد متعلقة

القائمة البريدية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك كل جديد لدينا