بئر بضاعة / أماكن تاريخية

مقال يوضح مكان بئر بضاعة، وما ورد فيه من أحاديث نبوية ووقائع تاريخية.

روى أبو داود في السنن: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُقَالُ لَهُ: إِنَّهُ يُسْتَقَى لَكَ مِنْ بِئْرِ بُضَاعَةَ، وَهِيَ بِئْرٌ يُلْقَى فِيهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الْمَاءَ طَهُورٌ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ. 

وروى النسائي، في السنن: عَنِ ابْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَرَرْتُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ مِنْ بِئْرِ بُضَاعَةَ فَقُلْتُ: أَتَتَوَضَّأُ مِنْهَا وَهِيَ يُطْرَحُ فِيهَا مَا يُكْرَهُ مِنَ النَّتَنِ؟ فَقَالَ: الْمَاءُ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ. 

وعن سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ يَقُولُ: سَقَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدَيَّ مِنْ بُضَاعَةَ. 

وعندما جاء أبو داود صاحب السنن إلى المدينة قبل وفاته بعدة سنوات، زار البئر ووصفها في السنن، حين ذرعها بنفسه، فقال: وسَمِعْت قُتَيْبَةَ بْنَ سَعِيدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ قَيِّمَ بِئْرِ بُضَاعَةَ عَنْ عُمْقِهَا؟ قَالَ: أَكْثَرُ مَا يَكُونُ فِيهَا الْمَاءُ إِلَى الْعَانَةِ، قُلْتُ: فَإِذَا نَقَصَ، قَالَ: دُونَ الْعَوْرَةِ، قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَقَدَّرْتُ أَنَا بِئْرَ بُضَاعَةَ بِرِدَائِي مَدَدْتُهُ عَلَيْهَا، ثُمَّ ذَرَعْتُهُ فَإِذَا عَرْضُهَا سِتَّةُ أَذْرُعٍ، وَسَأَلْتُ الَّذِي فَتَحَ لِي بَابَ الْبُسْتَانِ فَأَدْخَلَنِي إِلَيْهِ، هَلْ غُيِّرَ بِنَاؤُهَا عَمَّا كَانَتْ عَلَيْهِ؟ قَالَ: لَا، وَرَأَيْتُ فِيهَا مَاءً مُتَغَيِّرَ اللَّوْنِ. 

تقع هذه البئر إلى الغرب الشمالي من بئر حاء وتبعد عنها بنحو ثلاثمائة متر تقريباً، ولا يزال الحي الذي تقع فيه يسمى باسمها حتى الآن، وكانت هذه البئر لبني ساعدة وفي ديارهم، ولهذا البئر أهمية في الفقه الإسلامي، في باب أنواع المياه، فأفاد صلى الله عليه وسلم أن الماء طاهر مطهر، لو خالطته نجاسة لا تنجسه، بل يبقى على طهوريته، وهذا الحديث محمولٌ على تقدير كمية الماء في بئر بضاعة، هل بلغت القُلَّتينِ، أم ما دون القلتينِ، ولا شك أن ماء بئر بضاعة كان يبلغ القُلَّتينِ. والله أعلم