مسجد الإجابة

الوصف

نسلط الضوء في هذا القسم على مسجد الإجابة، وتاريخ بنائه، وسبب تسميته، وفضله، وما حدث فيه من أحداث ووقائع.

فضله

بنى هذا المسجد في عهد رسول الله بنو معاوية بن مالك بن عوف الأوسيون.وسمي باسمهم مسجد بني معاوية ثم تغير اسمه إلى مسجد الإجابة لأن رسول الله صلى فيه ركعتين ثم سأل الله أموراً معينة، ففي صحيح مسلم أن رسول الله أقبل ذات يوم من العالية حتى إذا مر بمسجد بني معاوية دخل فركع ركعتين وصلينا معه ودعا ربه طويلاً ثم انصرف إلينا، وقال: (سألت ربي ثلاثاً، فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة؛ سألته أن لا يهلك أمتي بالسنة، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق، فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم، فمنعنيها) والسنة بفتح السين هي القحط.يقع المسجد شمالي البقيع وفي الجهة الشمالية الشرقية من المسجد النبوي، فقد جدد في عهد عمر بن عبدالعزيز وبني بالحجر المنحوت، وفي القرن التاسع رممت حيطانه، وفي سنة 1925م تهدمت بعض أجزائه فرممت. وضمن برنامج رعاية المساجد أعيد تنظيم مسجد الإجابة فبني بالخرسانة المسلحة، ووضعت المئذنة في الركن الشمالي الغربي منه، وألحق بالجهة الشمالية منه ميضأة مناسبة.موقعه: يوجد هذا المسجد على بعد يقدر بحوالي نصف كيلو متراً إلى الشرق من مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام، وموقعه في شمال البقيع، على يسار المتجه إلى العريض بالحرة الشرقية بالمدينة المنورة. وكان المسجد في القرن العاشر وسط تلال، هي بقايا آثار قرية بني معاوية بن مالك، ذلك أن امتداد العمران بالمدينة المنورة لم يكن قد وصل هذه المنطقة، حيث كانت تعتبر كضاحية للمدينة المنورة. والآن تجاوزها العمران بكثير، ومبنى مسجد الإجابة حالياً في موضعه التاريخي، ففي غربه شارع الستين، وهو طريق دائري حول المدينة المنورة، وفي شرق المسجد حارة الإجابة، ومنطقة المسجد تحد منطقة الأسواف من الجنوب والشرق. تطور عمارته: وينسب مسجد الإجابة إلى بني معاوية بن مالك بن عوف، من الأوس كما سبق، وأشار إلى عمارة المسجد ابن النجار رحمه الله في القرن السابع الهجري، فقال: بهذا المسجد أسطوانات قائمة ومحراب مليح، وباقي المسجد خراب، ووصفه السمهودي رحمه الله في بداية القرن العاشر الهجري، فذكر أنه رمم وأصلح، وذكر أبعاده آن ذاك فقال: (طوله من الشرق إلى الغرب حوالي خمس وعشرون ذراعاً، أي يزيد قليلاً على اثني عشر متراً وعرضه من الشمال إلى الجنوب نحو عشرين ذراعاً أي حوالي عشرة أمتار) أي أن جملة مساحة مسجد الإجابة في القرن العاشر الهجري قدرت بحوالي مائة وعشرين متراً مربعاً، وفي رواية عن الشيخ أحمد بن عبد الحميد العباسي في كتاب (عمدة الأخبار) ذكر أن المسجد في القرن العاشر الهجري كان غير مسقوف، بل كان أربعة جدران ومحراباً كبيراً وذكر أطوال المسجد كما حددها السمهودي رحمهما الله. مناسبة تسمية المسجد: أما مناسبة تسمية المسجد فلقد روي في صحيح مسلم من حديث عامر بن سعد عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أقبل ذات يوم من العالية حتى إذا مر بمسجد بني معاوية، دخل فركع ركعتين، وصلينا معه، ودعا ربه طويلاً ثم انصرف إلينا عليه الصلاة والسلام، فقال: (سألت ربي ثلاثاً فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألته أن لا يهلك أمتي بالسنة، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيهما، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم، فمنعنيها)، لهذا سمي بمسجد الإجابة. ولقد صلى الرسول عليه الصلاة والسلام عدة مرات بهذا المسجد، وقال السمهودي رحمه الله، جاء في الموطأ: عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك قال: جاءنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، جاءنا في بني معاوية وهي قرية من قرى الأنصار، فقال: أتدرون أين صلى النبي عليه الصلاة والسلام في مسجدكم هذا؟ فقلت: نعم، وأشرت إلى ناحية منه، قال: أتدرون ما الثلاث التي دعا بهن فيه؟ قلت: نعم، قال: فأخبرني، قلت: دعا أن لا يظهر عليهم عدو من غيرهم، وأن لا يهلكهم بالسنين، فأعطيهما، ودعا ألا يجعل بأسهم بينهم، فمنعها، قال: صدقت فلن يزال الهرج إلى يوم القيامة. المسجد حالياً: مسجد الإجابة بالمدينة المنورة بني حالياً في نفس موضعه، وعمارته الحديثة تمت في العهد السعودي، ويشرف على أوسع الشوارع العصرية بشرقي المدينة المنورة، ومساحته من داخله تقدر بحوالي خمسمائة متر مربع، وهذه المساحة تزيد على مساحة المسجد في القرن العاشر الهجري أربع مرات.  وطول مسجد الإجابة حالياً ومن داخله حوالي خمسة وعشرون متراً، أما عرضه من الشمال إلى الجنوب ومن داخله أيضاً يبلغ عشرين متراً. وينقسم المسجد إلى قسمين: - ردهة مكشوفة تمثل صحن المسجد،. - رواق مسقوف وهو رواق القبلة، ومثله في ذلك مثل المساجد التاريخية بالمدينة المنورة.  ويوجد الرواق المسقوف في جنوبي المسجد، وطول جدار القبلة وهو الجدار الجنوبي، خمسة وعشرون متراً وبه ثمان نوافذ زجاجية مستطيلة، وعرض هذا الرواق اثنا عشر متراً، ويمثل العرض الجدارين الشرقي والغربي، وبالجدار الشرقي بابان خارجيان، هما مدخلا المسجد، وبهذا الجدار أربع نوافذ وبالجدار الغربي ست نوافذ، وارتفاع الجدران حوالي أربعة أمتار، ومساحة الرواق القبلي حوالي ثلاثمائة متر مربع، ويرتفع سقفه على صفين من الأعمدة يمتدان بطوله، وفي كل صف أربعة أعمدة وتحمل السقف مباشرة، فالمسجد يخلو من العقود.ويطل رواق القبلة من ناحية الشمال على صحن المسجد، ويمتد بطول المسجد من الشرق إلى الغرب، وعرض الصحن من الشمال إلى الجنوب من داخل المسجد، حوالي ثمانية أمتار، وميضأة المسجد من داخله في الجهة الشمالية وتمتد بطول الصحن وتنفتح عليه، ولها مدخل خارجي في شرقي المسجد، ومحراب المسجد يتوسط جداره الجنوبي، وسعة فتحة المحراب حوالي المتران وارتفاعه نحو ثلاثة أمتار، ومنارة المسجد في الركن الشمالي الغربي، عند لقاء الجدار الشمالي للمسجد بالجدار الغربي، ويصل ارتفاعها نحو خمسة عشر متراً، ولها شرفة واحدة، تعلوها مظلة خرسانية، وفي نهايتها هلال من أعلاها والمسجد مفروش بالسجاد وزود بالمراوح للتهوية.

المعلومات

القائمة البريدية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك كل جديد لدينا