مسجد الشجرة أو ذي الحليفة

الوصف

في هذا القسم معلوماتٍ عن مسجد الشجرة، أسمائه، وسبب تسميته، وفضله، وموقعه، وتاريخ بنائه، وما مرَّ به من أحداث ووقائع.

فضله

صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في موضع المسجد:ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في موضع هذا المسجد، كما روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج من طريق الشجرة ويدخل في طريق المعرس. وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج إلى مكة يصلي في مسجد الشجرة، وإذا رجع صلى بذي الحليفة ببطن الوادي، وبات حتى يصبح).  وروى ابن شبة عن أبي هريرة رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في مسجد الشجرة إلى الأسطوانة الوسطى، استقبلها، وكانت موضع الشجرة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إليها). وعن ابن عمر رضي الله عنهما (أن النبي صلى الله عليه وسلم أناخ بالبطحاء التي بذي الحليفة، فصلى بها، قال نافع: وكان ابن عمر يفعل ذلك). قال ابن سعد في ذكر حجة الوداع: (فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة مغتسلاً متدهناً مترجلاً متجرداً في ثوبين صحاريين، إزاء ورداء، وذلك يوم السبت لخمس ليال بقين من ذي العقدة، فصلى الظهر بذي الحليفة ركعتين). مسجد الشجرة عبر التاريخ يستفاد من رواية البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ومسجد الشجرة كان مبنياً في عهده رضي الله عنه. وأورده ابن شبة (المتوفى 262هـ) ضمن المساجد التي صلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال ابن جبير في رحلته 578هـ: فنزلنا بوادي العقيق، وعلى شفيره مسجد ذي الحليفة من حيث أحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال المطري (المتوفى 741هـ): منها مسجد ذي الحليفة وهي محرم الحاج وميقات أهل المدينة ومن مر بها، وهذا المسجد هو المسجد الكبير الذي هنالك، وهو مبني في موضع الشجرة التي كانت هنالك وبها سمي مسجد الشجرة. وذكره الزين المراغي (المتوفى 816هـ) وكرر كلام المطري.  وقال السمهودي: (المتوفى 911هـ): ومنها مسجد الشجرة يعرف بمسجد ذي الحليفة، وهو موضع نزوله صلى الله عليه وسلم، وبني في موضع الشجرة التي كانت هناك، وبها سمي مسجد الشجرة. وجدد المقر الزيني زين الدين جداره عام 861هـ، وبناه على أساسه القديم، وطول هذا المسجد من القبلة إلى الشام اثنان وخمسون ذراعاً، ومن الشرق إلى الغرب مثل ذلك. وفي القرن الحادي عشر الهجري قال أحمد العباسي: مسجد الشجرة - وهي سمرة - كان النبي صلى الله عليه وسلم ينزل تحتها بذي الحليفة، ويعرف أيضاً بمسجد ذي الحليفة، وهي ميقات أهل المدينة. وفي بداية القرن الرابع عشر الهجري قال علي بن موسى الأفندي: أما الجهة الغربية ففيها مسجد الشجرة جدده في سنة التسعين بعد الألف رجل من أهل الهند بعد الاستئذان من الدولة العلية العثمانية، وأما مسجد المعرس فإنه قبلي مسجد ذي الحليفة الذي هو ميقات أهل المدينة.  وقال إبراهيم العياشي تحت عنوان مسجد المحرم بذي الخليفة: وصلت هذا المسجد أول ما وصلت في عام ألف وثلاثمائة وثلاثة وخمسين، وكان بناؤه من اللبن والطين مسقوف بخشب النخل والجريد، وهو مستطيل الشكل، أما وقد وصلته عناية المسؤولين وبني ووسع وجاءت بنايته روعة مما جعل أنظار الحجاج ترنو إليه بعد جهله المطبق عندهم، وحتى عند السكان في المدينة.  وأفاد علي حافظ أن مسجد الشجرة جدد وبنيت له مئذنة في العهد السعودي أيام توسعة الحرم الشريف النبوي، ويقع على بعد ثمانية كيلو مترات من المدينة على الطريق المؤدي إلى مكة وجدة. وتحدث عنه الخياري المتوفى (1380هـ) والشنقيطي المتوفى (1409هـ) وورد ذكره في التقرير الصادر من إدارة الأوقاف والمساجد بالمدينة المنورة سنة 1409هـ و 1413هـ، توسعة وعمارة خادم الحرمين الشريفين رحمه الله  نظراً للمكانة التاريخية التي يحتلها مسجد الميقات فإنه يشهده أعداد كبيرة من المحرمين للحج والعمرة، ومن هذا المنطلق أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - بتوسعة المسجد فنزعت ملكية الأراضي المجاورة لتنفيذ مشروع التوسعة وتجميل المنطقة المحيطة مع تزويد مواقف السيارات وكافة الخدمات، وفيما يلي وصف المسجد بعد التوسعة والعمارة السعودية.. وصف مبنى المسجد وملحقاته:  لقد روعي في بناء المسجد إبراز التراث المعماري والأخذ في الاعتبار إيجاد مبان للخدمات وساحات لمواقف السيارات، وفيما يلي تفصيل ذلك: - إن المسجد الحالي مربع الشكل بضلع 770م2) يكون مساحة قدرها (600م2)، ويحتوي على فضاء داخلي مساحته 1000م2 يستوعب (5000) مصل، وتبلغ المساحة الكلية للمسجد بالساحات المحيطة به (90000م2) وقد شيد المسجد وملحقاته على (26000 م2) منها، أما المساحة الباقية وهي (64000 م2) فهي عبارة عن الطرق والأرصفة والمواقف والأراضي المشجرة.  - يتكون المسجد من سلسلة صفوف من الأورقة مرتبة على التوالي ومفصولة بمساحة (6م2)، والمسافة المكررة لعقود الرواق هي 9ر6م محمولة على أعمدة ضخمة. وتغطي صفوف الأروقة قباب طويلة على فاصلة (8ر4م) وارتفاع يصل إلى (16م) من مستوى الأرض ويصل عددها مائة قبة، وهناك قبة واحدة فقط محمولة على قاعدة مربعة بضلع (4ر5م) فوق المحراب، وارتفاعها (28م)، أما المنارة فارتفاعها (64م)، وقد غطيت أرضية المسجد بالرخام والجرانيت المزخرف، وصممت الأبواب من خشب التيك، وزود المسجد بتكييف مركزي.- وقد ألحقت بالمسجد عدة مبان للخدمات على مساحة (9660 م2) تضم 512 حماماً، و566 نافورة للاستحمام، خصص قسم منها للنساء، وهناك وحدات خاصة للعجزة والمسنين، كما يوجد (384) مكاناً للوضوء، وقد زود بموقف يستوعب (500) خمسمائة سيارة صغيرة وثمانين سيارة كبيرة بالإضافة إلى مبنى السوق والمطاعم، ومساحته (10022م2) لتوفير مستلزمات الحجاج والمعتمرين. وقد بلغت التكلفة الإجمالية للتوسعة 200 مليون ريالاً سعودياً.أسماؤه أ- يقال له: مسجد الشجرة لأنه مبني في موضع الشجرة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم ينزل تحتها.  ب- ويقال له: مسجد ذي الحليفة لوقوعه في منطقة ذي الحليفة تصغير حليفة بفتح الحاء وكسر اللام، اسم لماء بين بني جشم بن بكر من هوزان وبين بني خفاجة رهط توبة. وهي قرية، بينها وبين المدينة اثنا عشر كيلاً وتسمى الآن بآبار علي. ج- ويقال له: مسجد الميقات لأنه ميقات أهل المدينة ومن يمر بها. د- ولذا يقال له: مسجد المحرم ومسجد الإحرام.

المعلومات

  • الوادي المبارك، ذو الحليفة، المدينة المنورة

القائمة البريدية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك كل جديد لدينا