الوصف
نسلط الضوء في هذا القسم على قصر من قصور المدينة المنورة التاريخية، وموقعه، وما مر به من أحداث ووقائع تاريخية.
نبذة
قصر عنبسة: هو أحد قصور المدينة المنورة التاريخية، ويقع في العقيق.
- قال: ركب هشام بن عبد الملك ومعه عنبـسة بن سعيد بن العاص إلى العقيق، فمرَّ هشامٌ بموضع قصر عنبسة وهو جبل فقال: نِعمَ موضع القصر يا أبا خلف قد أقطعته لك. قال: يا أمير المؤمنين ومَنْيقوى على ذلك؟. قال: فإني أُعينك عليه بعشرين ألف دينار.
قال: فدفعها عنبسة إلى ابنه عبد الله وقال: إنك قد نزلت بين الأشياخ فانظر كيف تبني. قال: وكان أوَّمَنْ قارب بين القصور، ونزل إلى جنب عبد الله ابن عامر، فلما فرغ من القصر بنى ضفائره باللَّبن المطبوخ قال له عنبسة: أما علمـت أن متنزهي المدينة يدقوُّن عليها لعظام؟ ابنه بالحجارة المطابقة ففعل. قال: وبعث إليه هشام بأربعين بُختياً، فكان ينضح عليها الماء في مزارعه.
- وعن إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز [عن] الزُّهريِّ، عن بعض ولد عنبسة قال: بينا عبد الله بن عنبسة نائمٌ في قاعة القصروعنده خَصِيٌّ له يذُبُّ عنه وكان له غلام صُغْديٌّ يسقيهم الماء، إذ دخل عليه الصُّغديُّ فانتزع القِربة ونظر إلى عبد الله نائماً فشدَّ عليه بالخنجر كان معه، وثار الخصِيُّ يحول بينه وبينه فضربه بالخنجر حتى قتله، وانتبه عبد الله فاتقَّاه بوسادةٍ من ريش فضربه بها حتى خرقها، وتداعى عليه أهل القصر فأخذوه، وأمر به عبد الله بن عنبسة فَقُتل وصُلب بفناء القصر.
وكان قصر عنبسة فيما اصطُفي من أموالبني أُمية، ثم رُدَّ على عنبسة.
وكان جعفر بن سليمان قد نزله، وابتنى إليه أرباضاً وسكَّنها حشمه، وعمر مزارعه وصهريجه، ثمَّ تحول منه إلى العرصة فابتنى بها وسكنها.