الوصف
في هذا المقال سنتعرف على بئر عثمان، وموقعها، وما ورد فيها من أحاديث وآثار.
نبذة
روى الإمام البخاري بسنده إلى أبي عبد الرحمن السلمي: أن عثمان رضي الله عنه قال: أنشدكم الله، ولا أنشد إلا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من حفر رومة فله الجنة، فحفرتها، ألستم تعلمون أنه قال: من جهز جيش العسرة فله الجنة، فجهزته، قال: فصدقوه بما قال.
وفي رواية أخرى للبخاري: قال عثمان رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ يَشْتَرِى بِئْرَ رُومَةَ فَيَكُونُ دَلْوُهُ فِيهَا كَدِلاَءِ الْمُسْلِمِينَ، فَاشْتَرَاهَا عُثْمَانُ.
تقع بئر رومة في العقيق الأصغر، في الجهة الشمالية الغربية لمسجد القبلتين، بعيداً عنه، في منطقة تعرف قديماً بـمجتمع الأسيال، والبئر غزيرة الماء، وماؤها عذب صاف، خفيف للغاية، وقد أكرمني الله فشربت منه مرات، ماءه حلو جدا، والشكر للقائمين عليه فهم يضعون أحيانا على باب المزرعة الخارجي سقاء مليئاً من ماءه، والبئر مع مزارعها اليوم من جملة أوقاف المسجد النبوي، ولهذا الوقف صك رسمي مسجل في المحكمة الشرعية، ومعه ارض واسعة مساحتها: 108449.43 متراً مربعاً، أي حوالي 110 دونم.
وهذا الوقف المعروف اليوم بئر عثمان وقف صحيح النسبة لسيدنا عثمان بن عفان يشهد به ويقطع به كل أحد من المسلمين لثبوت ذلك بشهادة جمع غفير من الصحابة رضوان الله عليهم، وهذه الشهادة ثابتة بالأحاديث التي جاءت من طرق كثيرة شهيرة صحيحة.
وهو من أشهر المعالم الوقفية التي بقيت عبر العصور الإسلامية من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى عصرنا الحاضر، وهو آية من آيات الله، بئر عمرها مئات السنين، في بلد يغلب عليه الجفاف، وتقل فيه الأمطار، ولايوجد فيه أنهار، أو بحيرات.
ولهذا الوقف صك شرعي محفوظ لدى إدارة الأوقاف في المدينة المنورة. والصورتان الجويتان المرفقتان توضحان سعة المزرعة، والأراضي الكبيرة التابعة لها، وتطور العمران.