الوصف
يصف المقال دار أبي أيوب الأنصاري، وموقعها، ومساحتها، ونزول النبي صلى الله عليه وسلم فيها.
نبذة
رسول الله صلى الله عليه وسلم في دار أبي أيوب، وهو من بني النجار(خزرج): حظي أبو أيوب رضي الله عنه بنزول رسول الله صلى الله عليه وسلم في داره، عندما وصل المدينة المنورة.
كانت دار أبي أيوب تنقسم إلى قسمين، وقد تشرفت هذه الدار بنزول رسول الله صلى الله عليه وسلم في القسمين كما ورد في الروايتين التاليتين:
الرواية الأولى: نزل في القسم الأرضي ثم تحول إلى الأعلى: روى مسلم بسنده عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ عَلَيْهِ، فَنَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السُّفْلِ، وَأَبُو أَيُّوبَ فِي الْعِلْوِ، قَالَ: فَانْتَبَهَ أَبُو أَيُّوبَ لَيْلَةً، فَقَالَ: نَمْشِي فَوْقَ رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَنَحَّوْا فَبَاتُوا فِي جَانِبٍ، ثُمَّ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: السُّفْلُ أَرْفَقُ، فَقَالَ: لَا أَعْلُو سَقِيفَةً أَنْتَ تَحْتَهَا، فَتَحَوَّلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعُلُوِّ، وَأَبُو أَيُّوبَ فِي السُّفْلِ، فَكَانَ يَصْنَعُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامًا فَإِذَا جِيءَ بِهِ إِلَيْهِ سَأَلَ عَنْ مَوْضِعِ أَصَابِعِهِ فَيَتَتَبَّعُ مَوْضِعَ أَصَابِعِهِ، فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا فِيهِ ثُومٌ، فَلَمَّا رُدَّ إِلَيْهِ سَأَلَ عَنْ مَوْضِعِ أَصَابِعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقِيلَ لَهُ: لَمْ يَأْكُلْ، فَفَزِعَ وَصَعِدَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَحَرَامٌ هُوَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا وَلَكِنِّي أَكْرَهُهُ، قَالَ: فَإِنِّي أَكْرَهُ مَا تَكْرَهُ - أَوْ مَا كَرِهْتَ -، قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤْتَى.
وقد ورد في رواية الحاكم ذكر سبب آخر لتحوله صلى الله عليه وسلم إلى القسم الأعلى:
الرواية الثانية: عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَكُونَ فَوْقَكَ، وَتَكُونَ أَسْفَلَ مِنِّي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي أَرْفَقُ بِي أَنْ أَكُونَ فِي السُّفْلَى لِمَا يَغْشَانَا مِنَ النَّاسِ قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ جَرَّةً لَنَا انْكَسَرَتْ فَاهُرِيقَ مَاؤُهَا، فَقُمْتُ أَنَا وَأُمُّ أَيُّوبَ بِقَطِيفَةٍ لَنَا مَا لَنَا لِحَافٌ غَيْرَهَا نُنَشِّفُ بِهَا الْمَاءَ فَرَقًا أَنْ يَصِلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْءٌ يُؤْذِيهِ. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وقد نزل في دار أبي أيوب مدة سبعة أشهر كما ورد في رواية ابن سعد دار حظيت برسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة أشهر.
والحديث مليء بالفوائد، واللطائف: فضل عظيم حازه أبو أيوب رضي الله عنه، في المكان، وسكناها بقسميها، فضل عظيم حازه بإكرام رسول الله صلى الله عليه وسلم والأكل من طعامه، وتتبعه أثر أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنه يفهم أنه كان يكثر من كمية الطعام وإلا لايمكن أن يتتبع أثر أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطعام القليل.
ودار أبي أيوب تقع حالياً في الجهة الجنوبية الشرقية للقبة الخضراء، وتبعد عن القبة الخضراء حوالي خمسة عشر متراً، وعلى جدارها الخارجي حجر منقوش فيه بحروف بارزة مذهبة ما نصه: (هذا بيت أبي أيوب الأنصاري موفد النبي عليه الصلاة والسلام في 7 سنة 1291هـ).