الوصف
في هذا المقال تصف الغرفة في البستان، بقرب صدقات رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي جعلها لمارية القبطية.
نبذة
مَشرُبَة أم إبراهيم، وصدقات رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال السمهودي في وفاء الوفا: روى ابن شبة فيما جاء في صدقات النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن شهاب أن تلك الصّدقات كانت أموالا لمخيريق، وعدّ منها مشربة أم إبراهيم. ثم قال: وأما مشربة أم إبراهيم فإذا خلفت بيت مدراس اليهود فجئت مال أبي عبيدة بن عبيد الله بن زمعة الأسدي فمشربة أم إبراهيم إلى جنبه، وإنما سميت مشربة أم إبراهيم لأن أم إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم ولدته فيها، وتعلّقت حين ضربها المخاض بخشبة من خشب تلك المشربة، فتلك الخشبة اليوم معروفة، انتهى ما رواه ابن شبة عن ابن شهاب.
قال ابن النجار: وهذا الموضع بالعوالي من المدينة بين النخيل، وهو أكمة قد حوّط عليها بلبن، والمشربة: البستان، وأظنه قد كان بستانا لمارية القبطية أم إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم. قلت: قال في الصحاح: المِشربة بالكسر- أي: بكسر الميم- إناء يشرب فيه، والمَشربة بالفتح: الغرفة، وكذلك المشرُبة بضم الراء، والمشارب: العلالي، وليس في كلامه إطلاق ذلك على البستان، والظاهر أنها كانت عليّة في ذلك البستان، وهو أحد صدقات النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا هو الذي يناسب ما تقدم من رواية ابن شبة في سبب تسميتها بذلك.
وقال ابن عبد البر في الاستيعاب: أنَّ أُمَّ إبراهيمَ مارِيَةَ ولَدَتْ إبراهيم بالعالِيَةِ في المال الَّذي يُقالُ له اليومَ: مَشرَبةُ أُمِّ إبراهيمَ بالقُفِّ، وكانت قابِلَتُها سَلْمَى مولاةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم إمرأة أبي رافِعٍ، فبَشَّر به أبو رافِعٍ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم، فوهَبَ له عبْدًا، فلمَّا كان يومُ سابِعِه عَقَّ عنه بكبشٍ، وحَلَق رأسَهُ، حلَقَهُ أبو هِندٍ، وسمَّاهُ يومئذٍ، وتَصدَّقَ بوزنِ شَعَرِهِ وَرِقًا على المَساكينِ، وأَخَذوا شعَرَهُ فدَفَنوهُ في الأرضِ.