الوصف
مقال فيه معلومات عن كعب، وقصره، وصفاته، وموقعه، إضافة إلى صورة توضيحية للقصر.
نبذة
كعب بن الأشرف من قبيلة طيئ ـ من بني نَبْهان ـ وأمه من بني النضير، وكان غنياً مترفاً معروفاً بجماله في العرب، شاعراً من شعرائها، وكان حصنه في شرق جنوب المدينة خلف ديار بني النضير، لمّا بلغه أول خبر عن انتصار المسلمين وقتل صناديد قريش في بدر قال: أحق هذا؟ هؤلاء أشراف العرب وملوك الناس، والله إن كان محمد أصاب هؤلاء القوم لبطن الأرض خير من ظهرها، ولمّا تأكد لديه الخبر، انبعث عدو الله يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين، ويمدح عدوهم ويحرضهم عليهم، ولم يرضَ بهذا القدر حتى ركب إلى قريش، فنزل على المطلب بن أبي وَدَاعة السهمي، وجعل ينشد الأشعار يبكي فيها على أصحاب القليب من قتلى المشركين، يثير بذلك حفائظهم، ويذكي حقدهم على النبي صلى الله عليه وسلم، ويدعوهم إلى حربه، فنقض العهد بذلك بينه.
جاء في صحيح ابن حبان عن ابن عباس رضي الله عنهما:
لما قدم كعبُ بنُ الأشرفِ مكةَ أتوْهُ، فقالوا: نحنُ أهلُ السقايةِ والسدانةِ، وأنت سيدُ أهلِ يثربَ، فنحنُ خيرٌ أم هذا الصنيبيرُ المنبترُ من قومِه يزعمُ أنَّهُ خيرٌ منا، فقال: أنتم خيرٌ منه، فنزلتْ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}، وأُنزلت عليهِ:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوْا نَصِيبًا مِنْ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبِتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوْا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوْا سَبِيلًا}. لذا فلنقضه العهد، ولخيانته، ولسعيه بتفريق الأمة حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه باعتباره ولياً للأمر:
روى البخاري في باب الفتك بأهل الحرب في حديث طويل معتبراً إيّاه محارباً وليس شاعراً:
عن جابر بن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ لِكَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ، فَإِنَّهُ قَدْ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ....الحديث بطوله، وهو في مسلم أيضاً.
الرد على شُبهة قتل كعب بن الأشرف والرد على من يدّعي أنّ رسول الله يُحاسب على الكلام والشِّعْر:
إنّ الأمر بقتله كان بتهمة الخيانة العظمى للأمة، وهي في حالة الحرب ولذا وضع البخاري هذه الرواية تحت باب الفتك بأهل الحرب، فكعب نقض العهد الذي بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذهب إلى مكة، كما في رواية ابن حبان، وحرّض على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى المسلمين.
قال المازري في شرح مسلم: «إنَّما قُتل كعب على هذه الصّفة لأنه نقض عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهجاه وسبّه وعاهده أن لا يُعين عليه أحداً، وجاءه مع أهل الحرب مُعيناً عليه، وقد أشكل قتله على هذه الصفة على بعضهم ولم يعرف هذا الوجه، والجواب ما قلناه»
وقال ابن تيمية عن كعب بن الأشرف: «كان معاهداً مهادناً وهذا لا خلاف فيه بين أهل العلم بالمغازي والسير وهو عندهم من العلم العام الذي يستغنى فيه عن نقل الخاصة»
قال الشافعي: «لم أعلم مخالفاً من أهل العلم بالسير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل بالمدينة وادع يهود كافة على غير جزية، والأمر الثاني: أن الحكم صدر من ولي الأمر، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي حكم هذا الحكم، وأمر الصحابة رضوان الله عليهم بذلك، ولا يصح تصرف في مثل هذه الأمور إلا بأمر ولي الأمر، ولئن قال قائل: إن السبب هو تشبيبه بنساء المسلمين، فهذا ليس بوجيه، فلو كان اتهام نساء المسلمين هو السبب لطبق ذلك على من اتهم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك.
وصف حصن كعب بن الأشرف:
هو قلعة صغيرة مبنية على هضبة صخرية في المنطقة الجنوبية الشرقية للمدينة، يبلغ طول الحصن 33متراً، وعرضه 33متراً، وارتفاع ما بقي من جدرانه 4 أمتار، وسمكها متر، وله باب واحد من الجهة الغربية، وثمانية أبراج ضخام مبنية من حجارة ضخمة، طول بعضها 140سم، وعرضها 80 سم، وسمكها 40 سم، وبوسطه رحبة واسعة مربعة تبلغ مساحتها ألف متر، وبجوانب الحصن من الداخل 10 غرف وبداخله بئر.