الوصف
مقال يوضح موقع المسجد، وما يحيط به، إضافة إلى الأحاديث الواردة فيه.
فضله
يوجد هذا المسجد غربي مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام، قرب شارع المناخة، على يسار المتجه إلى شمال المدينة المنورة، ولا يبعد عن المسجد النبوي أكثر من أربعمائة متر، وبالقرب من مسجد أبي بكر عليه رضوان الله ، في شمال غربي مسجد الغمامة، وقرب زقاق الطيار. نقل السمهودي عن ابن شبة وابن زبالة عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: أول فطر وأضحى صلى رسول الله عليه الصلاة والسلام للناس بالمدينة المنورة بفناء دار حكيم بن العداء عند أصحاب المحامل، أي الذين يصنعونها ويبيعونها ولعل نسبته إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه لكونه صلى به العيد الذي صلاه للناس، وعثمان بن عفان رضي الله عنه في حصار بالمدينة المنورة، كما رواه ابن شبة، ويبعد أن يبتكر علي رضي الله عنه الصلاة بموضع لم يصل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهكذا يرجح السمهودي رحمه الله، أن الرسول عليه الصلاة والسـلام صلى العيد الثاني بالمدينة المنورة في موضع المسجد المنسوب لعلي رضي الله عنه ، وأن علي بن أبي طالب عليه رضوان الله صلى العيد للناس بموضع المسجد، أيام حصار عثمان بن عفان رضي الله عنه بالمدينة المنورة. بنى هذا المسجد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أيام ولايته للمدينة المنورة في خلافة الوليد بن عبد الملك، وقد دثر المسجد، وجدد بناءه والي المدينة المنورة زين الدين بن ضفيم المنصوري في سنة إحدى وثمانين وثمانمائة، وكتب هذا التاريخ في لافتة على مدخل المسجد. والمسجد حالياً مستطيل الشكل، يتكون من صحن مكشوف يشغل القسم الشمالي منه ثم رواق مسقوف هو رواق القبلة، وطول المسجد من داخله خمسة وثلاثون متراً، وعرضه من الداخل أيضاً تسعة أمتار، وبذلك تبلغ جملة الفراغات الداخلية ثلاثمائة وخمسة عشر متراً مربعاً، ورواق القبلة يشتمل على ستة دعامات، سمك كل منها حوالي المتر، وطول قاعدتها متر وربع المتر، وارتفاع الدعامات من القاعدة وحتى منابت العقود متران، وتمتد الدعامات بطول المسجد من الشرق إلى الغرب، وبنيت من الحجر الأسود، وتحمل الدعامات عقود المسجد، والجدار القبلي يمتد بطول المسجد من الشرق إلى الغرب، وطوله خمسة وثلاثون متراً ، وبني من الحجارة، وتبرز منه ثماني دعامات بنيت من الحجر الأسود، وتحمل أطراف العقود من الناحية الجنوبية، وتمتد العقود بعرض الرواق المسقوف، من الجنوب إلى الشمال بحيث ترتكز أطراف العقود على الدعامات الست، التي تحد الرواق القبلي من الشمال وترتكز بأطرافها الأخرى على الدعامات التي تبرز من الجدار الجنوبي، وتمتد العقود بعرض الرواق القبلي، والعقود مزينة بالحجارة السوداء، وفي نهاية الجدار القبلي من ناحية الشرق يمتد عقد بعرض المسجد لاصق بالجدار الشرقي، ومثله بالجدار الغربي، وطول الجدار الشرقي لرواق القبلة 9 أمتار وهي عرض المسجد، وينتهي رواق القبلة من ناحية الشمال مما يلي صحن المسجد بعقود من الحجر الجرانيتي، تمتد بطول المسجد من الشرق إلى الغرب، وتمثل نهاية الرواق المسقوف، وفي وسط المسجد قبة تأخذ موضعها أمام المحراب، مقامة على أربعة عقود، يرتكز عليها عنق القبة، وتنتشر الزخارف الجصية عند بداية عنق القبة، وعن يمين قبة المحراب تنتشر ثلاثة أشباه لقباب مصغرة، تمتد بطول المسجد، ومثلها كذلك عن يسار قبة المحراب، محراب المسجد يتوسط جداره الجنوبي، تحت قبة المحراب، وسعة فتحة المحراب حوالي المتر وربع المتر، وارتفاعه نحو ثلاثة أمتار، وطلي تجويف المحراب باللون الرمادي، وفي أعلى المحراب عقد من الحجر الأسود، مثبت على كتفين بجوار فتحة المحراب وليس للمسجد منبر، منارة المسجد مقامة في الجهة الشرقية ، قرب مدخله، والمنارة متواضعة الارتفاع، لها شرفة واحدة، وبأعلاها هيكل مخروطي من المعدن، وطرازها يشبه طراز منارة مسجد الصديق عليه رضوان الله وهو قريب من هذا المسجد، ومدخل المسجد من الشرق يفتح على شارع المناخة، وزين الجدار الشرقي بالحجر الأسود، وهذا يتفق مع الطراز العام لمساجد المنطقة، كمسجد الغمامة ومسجد الصديق عليه رضوان الله، ويسود اللون الأبيض والأسود كزخرف داخلي لمسجد علي رضي الله عنه، وتناسق اللونين أضفى على المسجد منظراً بديعاً.